السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذه هى سلسلة من أروع ما وجدت من قصص فى مجال التنمية البشرية

و سأنشرها تباعا ان شاء الله تعالى

القصة الأولى

كأس الجنون

يحكي ان طاعون الجنون نزل في نهر يسري في مدينة... فصار الناس كلما شرب
منهم احد من النهر يصاب بالجنون... وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغة لا
يفهمها العقلاء... واجه الملك الطاعون وحارب الجنون...

حتى اذا ما اتي صباح يوم استيقظ الملك واذا الملكة قد جنت... وصارت الملكة تجتمع مع ثلة من المجانين تشتكي من جنون الملك!

نادى الملك بالوزير: يا وزير الملكة جنت أين كان الحرس.
الوزير: قد جن الحرس يا مولاي
الملك: اذن اطلب الطبيب فورا
الوزير: قد جن الطبيب يا مولاي
الملك: ما هذا المصاب، من بقي في هذه المدينة لم يجن؟

رد الوزير: للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المدينة لم يجن سوى أنت وأنا.
الملك: يا الله أأحكم مدينة من المجانين!
الوزير: عذرا يا مولاي، فإن المجانين يدعون أنهم هم العقلاء ولا يوجد في هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا!
الملك: ما هذا الهراء! هم من شرب من النهر وبالتالي هم من أصابهم الجنون!

الوزير: الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهر لكي يتجنبوا
الجنون، لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب. ما نحن يا مولاي إلا حبتا رمل
الآن... هم الأغلبية... هم من يملكون الحق والعدل والفضيلة... هم الآن من
يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون...

هنا قال الملك: يا وزير أغدق علي بكأس من نهر الجنون... إن الجنون أن تظل عاقلا في دنيا المجانين.

بالتأكيد الخيار صعب... عندما تنفرد بقناعة تختلف عن كل قناعات الآخرين...
عندما يكون سقف طموحك مرتفع جدا عن الواقع المحيط... هل ستسلم للآخرين...
وتخضع للواقع... وتشرب من الكأس؟

هل قال لك احدهم: معقولة فلان وفلان وفلان كلهم على خطأ وأنت وحدك الصح! اذا وجه إليك هذا الكلام فاعلم انه عرض عليك لتشرب من الكأس.

عندما تدخل مجال العمل بكل طموح وطاقة وانجاز وتجد زميلك الذي يأتي متأخرا
وانجازه متواضع يتقدم ويترقى وانت في محلك... هل يتوقف طموحك... وتقلل
انجازك... وتشرب من الكأس؟

أحيانا يجري الله الحق على لسان شخص غير متوقع...


مرت طفله صغيره مع أمها على شاحنه محشورة في نفق... ورجال الإطفاء والشرطة
حولها يحاولون عاجزين إخراجها من النفق... قالت الطفلة لأمها: أنا اعرف كيف
تخرج الشاحنة من النفق! استنكرت الأم وردت معقولة كل الاطفائيين والشرطة
غير قادرين وأنت قادرة! ولم تعط الأم أي اهتمام ولم تكلف نفسها بسماع فكرة
طفلتها... تقدمت الطفلة لضابط المطافئ: سيدي افرغوا بعض الهواء من عجلات
الشاحنة وستمر! وفعلا مرت الشاحنة وحلت المشكلة وعندما استدعى عمدة المدينة
البنت لتكريمها كانت الأم بجانبها وقت التكريم والتصوير!



غاليلوا الذي اثبت أن الأرض كروية لم يصدقه احد وسجن حتى مات! وبعد 350 سنة
من موته اكتشف العالم انه الأرض كروية بالفعل وان غاليليو كان العاقل
الوحيد في هذا العالم في ذلك الوقت.

ولكن هل بالضرورة الانفراد بالرأي أو العناد هو التصرف الأسلم باستمرار!



اذن ما هو الحل في هذه الجدلية... هل نشرب من الكأس او لا نشرب؟

دعونا نحلل الموضوع ونشخص المشكلة بطريقة علمية مجردة.

رأي فردي مقابل رأي جماعي

منطقيا الرأي الجماعي يعطينا الرأي الأكثر شعبية وليس بالضرورة الأكثر صحة...

قد تقول اذن لا اشرب الكأس... لحظه!

في نفس الوقت نسبة الخطأ في الرأي الجماعي أقل بكثير من نسبة الخطأ في الرأي الفردي.

اذن تقول نشرب الكأس... تمهل قليلا!

من يضمن انه في هذه اللحظة وفي هذه القضية كانت نسبة الصواب في صالحك؟؟؟

اعرف أن الأمر محير

والان السؤال موجه لك انت يا من تقرأ كلماتي...

اذا عرض عليك الكأس... هل تفضل أن تكون مجنونا مع الناس أو تكون عاقلا وحدك؟؟؟





________________________________



القصة الثانية




السؤال

هذه القصه حدثت في احد القرون الوسطي تقريبا في القرن السادس عشر... وبالتحديد في احدى القرى الألمانية...
كان هناك طفل يدعي (جاوس) وكان جاوس طالبا ذكيا... وذكائه من النوع الخارق للمألوف!!..
وكان كلما سأل مدرس الرياضيات سؤالا كان جاوس هو السباق للأجابه علي السؤال
فيحرم بذلك زملائه في الصف من فرصه التفكير في الإجابه، وفي أحد المرات
سال المدرس سؤالا صعبا... فأجاب عليه جاوس بشكل سريع ...مما اغضب
مدرسه!!... فأعطاه المدرس مسأله حسابيه ...وقال : اوجد لي ناتج جمع الاعداد
من 1 الي 100 طبعا كي يلهيه عن الدرس ويفسح المجال للآخرين..
بعد 5 دقائق بالتحديد قال جاوس بصوت منفعل: 5050!!!فصفعة المدرس علي
وجهه!!!!....وقال : هل تمزح؟!!!!....أين حساباتك؟!!.. قفال جاوس: اكتشفت ان
هناك علاقه بين 99 و 1 ومجموعها = 100 وايضا 98 و 2 تساوي 100 و 97 و 3
تساوي 100 وهكذا الي 51 و 49 واكتشفت بأني حصلت علي 50 زوجا من الأعداد !
وبذلك ألفت قانونا عاما لحساب هذه المسأله وهو n ( n+ 1) /2واصبح الناتج
5050 !!!
فأندهش المدرس من هذه العبقريه

ولم يعلم انه صفع في تلك اللحظة ...


العالم الكبير : فريدريتش جاوس ...احد اشهر ثلاث علماء رياضيات في التاريخ